بورتسودان — دارفور الآن
شنّ الفاضل كايا، المستشار السياسي لرئيس حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، وعضو مجلس السيادة، صلاح رصاص، هجومًا عنيفًا على رئيس فصيل الحركة الآخر، الهادي إدريس، متهمًا إياه بانعدام الإنسانية، بعد مطالبته الأمين العام للأمم المتحدة بعدم إيصال المساعدات الإنسانية إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وقال كايا في تصريح خاص لـ”دارفور الآن” إن “الهادي إدريس لا يرتقي لأن يُوصف برجل ثوري من أجل الشعب”، مشيرًا إلى أن مطالبته للأمم المتحدة بعدم إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفاشر “تكشف عن حقد دفين على المجتمع وانفصاله التام عن قيم الإنسانية”، على حد تعبيره.
وطالب كايا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ببذل الجهود لإيصال الإغاثة إلى الملايين من المدنيين الصامدين “من أجل عزتهم وكرامتهم”، بحسب قوله.
وكان المتحدث باسم حركة تحرير السودان بقيادة الهادي إدريس، عبد العزيز عبد الكريم، قد قال في تصريح لموقع “سودان تربيون” إن الحركة أبلغت غوتيريش بأن “الفاشر أصبحت منطقة عمليات عسكرية، وأن غالبية السكان المدنيين والنازحين فروا إلى مناطق أكثر أمانًا”، ما اعتُبر تبريرًا لعدم إيصال المساعدات.
وفي وقت سابق، وافق رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، على دعوة غوتيريش لإعلان هدنة إنسانية لمدة أسبوع في مدينة الفاشر، دعمًا لجهود الإغاثة وتسهيل وصول المساعدات للمدنيين المحاصرين. وشدد البرهان على أهمية تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
و إنضمّ الهادي إدريس إلى “تحالف تأسيس” الموالي لمليشيا الدعم السريع، وشاركت قواته في معارك الفاشر إلى جانب المليشيا، وهي مزاعم نفتها الحركة في وقت سابق، قبل أن يصرّح قائد ثاني مليشيا الدعم السريع بمشاركة قوات الهادي إدريس في القتال.
وتحاصر مليشيا الدعم السريع مدينة الفاشر منذ أكثر من عام، وسط قصف متواصل استهدف أحياء المدينة. وكانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان قد وصفت الحصار والقصف المستمر بأنه “يزهق الأرواح على نطاق واسع”، مشيرة إلى مقتل أكثر من 782 مدنيًا، وإصابة 1,143 آخرين منذ مايو 2024، محذّرة من إمكانية اعتبار ذلك “جرائم حرب” إذا استمرّ الوضع على ما هو عليه.
يُذكر أن مجلس الأمن الدولي تبنّى في 13 يونيو 2024 القرار رقم 2736، الذي يطالب بوقف الحصار فورًا، وسحب القوات التي تهدد المدنيين، وتسهيل مرور آمن للنازحين والمساعدات الإنسانية من وإلى المدينة.